دمية العم عيّاد لإكرام عزوز.. تكريم لفن العرائس وإمتاع للأطفال
جاؤوا صبيحة يوم عطلتهم، مفعمين بالنشاط والحماس ومرتدين أجمل ملابسهم، يتساءلون عن دمية العم عيّاد وما يخبئه لهم الممثل المسرحي إكرام عزوز، مخرج ومنتج منوعة "دمية العم عيّاد" التي عرضها صبيحة الأحد 13 أكتوبر 2024، في المسرح البلدي بالعاصمة عند الساعة الحادية عشرة.
إكرام عزوز بدوره بدأ مسرحيته بالبحث عن دميته ''مرجانة''، متحدثا بالفصحى، عن قيمة العرائس عند العرائسي.. ومراوحا بالعاميّة، ومتحدثا عن ضرورة طاعة الوالدين والتميّز في الدراسة...
توليفة، نُسجت بدقة تقوم على بيداغوجية مدروسة ومتكاملة لإيصال رسائل تربوية وتثقيفية.
''علّم الأطفال وهم يلعبون''
"علّم الأطفال وهم يلعبون" تلك هي استراتيجية إكرام عزوز التي تحدّث عنها في تصريحه لموزاييك، فالجانب الترفيهي بالنسبة إليه يجب أن يُبطن رسائل ومعان، تجعل الطفل شريكا في إنتاج المعلومة والتفكير، وتنقله من موضع المستهلك السلبي، إلى عنصر فاعل، فالطفل من شأنه أن يُناقش ويُعلّم ويتعلّم.
الطفل في منوعة "دمية العم عيّاد"، كان جزءا منها، فقد صعد على الركح، وأثث بعض الفقرات، وتجاوب مع الأغاني والأسئلة، وربح الجوائز بعد مسابقة لاختبار الثقافة العامّة.
الممثلون في المسرحية، بدورهم تجاوزوا حدود الركح، فتجدهم يركضون في القاعة ويمكّنون الأطفال من الدمى لتفحصها والتقاط الصور معها.
رهان مسرح الطفل في ظل هيمنة التكنولوجيا
رغم أنّ جلّ الأطفال اليوم يلازمون اللوحات الرقمية، إلاّ أنّ هذا الجهاز لم يكن حاضرا في المنوعة إلاّ لالتقاط الصور مع المسرحيين والعرائس، وهنا يكمن الرهان وفقا للمسرحي إكرام عزوز الذي قال إنّه يرفض إطلاقا أن يُرغم الطفل على أن يلتزم الهدوء، لأنّ ذلك مردّه فشل العمل المسرحي.
وأردف عزوز موضحا، أنّه إن لم يستطع شدّ الطفل، فمن حقه أن ينشغل عن المسرحية وبالتالي فإنّ التركيز يجب أن يكون على المادة المقدمة، التي يجب أن تثير الاهتمام، مؤكدا أنّ ذلك بات يحتاج مجهودا أكبر وفقا لمتطلبات طفل هذا العصر.
المسرح وصناعة المعاني
لم تغب فلسطين عن العرض، فغنّى الصغار للمقاومة،.. وحثّ المسرحيون الأطفال للتمحيص في مدى صدق ما يتلقون، عبر قصة الغراب وقطعة الجبن، التي أثبت العم عياد أنّها ليست إلاّ من نسج خيال كاتبها، بما أنّ الغراب لا يأكل الجبن، مبينا مكر الثعلب، لكي يحذّر الأطفال من مغبّة أن تنطلي عليهم الحيل.. وقد أشار إكرام عزوز في تصريحه لموزاييك، أنّ الحكي الموجه للطفل يجب أن يكون ذا طابع تربوي وبيداغوجي ويتملّص من سرديات "الغول" و"سلاّب العقول" التي أكل عليها الزمن وشرب...
وأشار عزوز إلى أنّ هؤلاء الأطفال هم من سيبنون "تونس الجديدة" ومن الضروري أن تُزرع فيهم بذور "حقيقيّة" و"أصلية"، لتزهر يوما ما.. فالمسألة ليست مجرد ترفيه، وإنّمّا هي مسألة خطيرة جدا.
ويسعى "العمّ عيّاد" في كل مرّة لملاقاة الأطفال في مناطق مختلفة من الجمهورية حاملا معه عرائسه ليكرّم فئة العرائسيين، ويراجع الحكايات ويمتع الأطفال ويعلمهم وهم يلعبون في ظل معادلة صعبة.. طغت عليها التكنولوجيا واللوحات الرقمية وتغيرت فيها القيم.
آمنة السلطاني